وكالة مهر للأنباء - إصرار الكيان الصهيوني على إقامة مسيرة الأعلام في قلب القدس أعاد معركة السيادة على القدس وعلى الأراضي المقدسة من جديد؛ فما كان من إعلان الفصائل الفلسطينية الإستعداد التام والجهوزية للمواجهة من غزة، و‘لان الشعب الفلسطيني النفير العام في جميع الأراضي الفلسطينية وعلى الأخص في القدس أشعل معركة السيادة على القدس التي لم ولن ينجح الكيان الصهيوني في فرض سيادته على هذه الأرض المقدسة.
فحماقة الكيان المحتل بإقامة مسيرة الأعلام جعل الأجواء مشحونة بين الصهاينة إلى أعلى المستويات، فيرى الجميع أن هذه المسيرات ما خي إلا إستفزاز من قبل الكيان الصهيوني الغاصب. فمعركة السيادة ما زالت متواصلة منذ ما يقارب 55 عاماً، منذ إحتلال العدو الصهيوني للقسم الشرقي من القدس.
تهدف إسرائيل من التمسك بـ"مسيرة الأعلام" ومسارها لتظهر كأنها صاحبة السيادة وتسيطر على الأمور بالقدس الشرقية
وعليه، يأتي قرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت، وإعلان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف، إقامة "مسيرة الأعلام" وفق مسارها وعدم إجراء تعديلات على الرغم من تهديدات فصائل الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، نتيجة سجالات ومزايدات بين معسكري اليمين التقليدي واليمين الفاشي، وجراء مراجعة إستراتيجية للحكومة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بكل ما يتعلق بالسيادة على القدس والربط بين جبهة غزة والمسجد الأقصى.
وتهدف إسرائيل من التمسك بـ"مسيرة الأعلام" ومسارها لتظهر كأنها صاحبة السيادة وتسيطر على الأمور بالقدس الشرقية، وكذلك عدم السماح بترسيخ وتثبيت المعادلة التي فرضتها حركة المقاومة الفلسطينية في هبة الكرامة في مايو/أيار الماضي، بالربط بين غزة والقدس والداخل الفلسطيني والضفة الغربية عبر مواجهة شاملة وحراك شعبي واسع يشمل الكل الفلسطيني، حيث لا تستبعد إسرائيل سيناريو لتصعيد إقليمي بسبب القدس.
** هل تفجر "مسيرة الأعلام" تصعيداً إقليمياً ؟
وقد تسبب مخطط "مسيرة الأعلام" مرة أخرى في توحيد كل فصائل المقاومة في الساحة الفلسطينية بشكل استثنائي؛ من حماس إلى منظمة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، ومع إجماعها على أن تنظيم المسيرة سيؤدي إلى انفجار الأوضاع، وتحميل إسرائيل كامل المسؤولية عن تداعيات وتطور الأحداث ميدانيا.
يخشى مسؤولون إسرائيليون من تكرار سيناريو أحداث هبة الكرامة في مايو/أيار من العام الماضي، خصوصا أن الفصائل الفلسطينية لم تستبعد الرد بالصواريخ من غزة
ومع توحيد الكل الفلسطيني وتحذيرات الأمين العام لحزب حزب الله، حسن نصر الله، من أن أي مساس إسرائيلي بالأقصى، سوف يتسبب في "انفجار في المنطقة"، يخشى مسؤولون إسرائيليون من تكرار سيناريو أحداث هبة الكرامة في مايو/أيار من العام الماضي، خصوصا أن الفصائل الفلسطينية لم تستبعد الرد بالصواريخ من غزة بحال تصعيد المستوطنين في القدس.
والمرة الوحيدة التي منع فيها عناصر اليمين الإسرائيلي من المرور عبر باب العامود كانت العام الماضي، إذ أمر رئيس الوزراء آنذاك، بنيامين نتنياهو، في اللحظة الأخيرة بتغيير مسار المسيرة بسبب الخوف من تصعيد أمني.
وحتى هذه المرة التي تم فيها تغيير مسار "مسيرة الأعلام" ولم تمر عبر باب العامود والحي الإسلامي، أطلقت الفصائل الفلسطينية قذائف صاروخية أدت إلى اندلاع معركة "سيف القدس"، أو "حارس الأسوار"، وفق المسمى الإسرائيلي.
** ما مسيرة الأعلام وما مسارها ؟
ويحتفل نشطاء اليمين الإسرائيلي من التيار "القومي المتدين" وتحالف "الصهيونية الدينية، وهم يرقصون ويلوحون بشكل استفزازي بالأعلام الإسرائيلية، بـما يسمى "يوم القدس"، الذي يحيي ذكرى احتلال إسرائيل الشطر الشرقي من المدنية والقدس القديمة خلال حرب "الأيام الستة" عام 1967.
وهذا العام، قرر منظمو المسيرة تحديد عدد المشاركين في عبور القدس القديمة وصولا إلى حائط البراق إلى 16 ألف شخص. نصف المجموعة سيسير عبر باب العامود إلى طريق الواد، بينما سيمر النصف الآخر عبر باب الخليل، حيث سيقومون على الأرجح بجولة استفزازية حول الحي الإسلامي من دون أن يتم دخوله، وذلك تحسبا من أي طارئ وخوفا من اندلاع مواجهات والتصدي لعناصر اليمين من قبل الشبان المقدسيين داخل الحي الإسلامي.
وتعقد قيادة الشرطة جلسة لتقييم الأوضاع تتخذ خلالها قرارا بشأن طلب عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير اقتحام الأقصى، لتكون ساحات الحرم القدسي الشريف بمثابة المحطة الأخيرة لمسيرة الأعلام، وفقا لطلب بن غفير، وفق ما أفادت به الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان".
** حالة تأهب قصوى
وقد أصدر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي أوامر برفع حالة التأهب في صفوف قوات الشرطة وتعزيزها في القدس المحتلة والمدن الساحلية في الداخل الفلسطيني، وذلك تحسباً من إندلاع مواجهات وانفجار الأوضاع الأمنية نتيجة لـ"مسيرة الأعلام".
ودفعت شرطة الإحتلال بالآلاف من عناصرها وعناصر قوات "حرس الحدود" لتأمين المسيرة عبر خلق منطقة عازلة بين المستوطنين المشاركين في المسيرة ومحيط مسارها الفلسطيني، بما في ذلك الشبان المقدسيين الذين قد يحاولون صد محاولات المستوطنين لاقتحام القدس القديمة، والتواجد الفلسطيني المكثف في منطقة باب العامود وساحات المسجد الأقصى.
ونشر الجيش الإسرائيلي، المزيد في بطاريات "القبة الحديدية" في جميع أنحاء البلاد وخاصة في المناطق الجنوبية، وذلك تحسباً من إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة المحاصر، على خلفية "مسيرة الأعلام".
** احتمالات التصعيد بسبب "مسيرة الأعلام"
وتستعد الشرطة الإسرائيلية لإمكانية تنفيذ عملية تستهدف "مسيرة الأعلام" في القدس، أو في أي مكان آخر في البلاد، بما في ذلك المدن الإسرائيلية وأنحاء الضفة الغربية المحتلة، حيث تشارك الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجهاز الأمن العام "الشاباك" في هذه الاستعدادات.
وعلى غرار الجيش الإسرائيلي، قامت شرطة الاحتلال باعتقالات احترازية في القدس طالت 100 مقدسي لإحباط أي محاولة للقيام بما تصفه بأعمال "إرهابية" أو استفزازية، وهجمات قد تكون متوقعة على مسيرة الأعلام.
ومنحت الشرطة القيادات الأمنية الإسرائيلية الميدانية مسؤولية اتخاذ القرارات حول منع رفع العلم الفلسطيني في وجه مسيرة الأعلام الإسرائيلية، إذا ما اعتبروا أن ذلك يشكل "تحريضا أو دعوة للعنف"، وذلك على الرغم من عدم وجود قانون إسرائيلي يجرم رفع العلم الفلسطيني.
** زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة والهواجس من تصريحاته
وقبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن، توجه مسؤولون بالإدارة الأميركية إلى نظرائهم في الحكومة الإسرائيلية، وطلبوا منهم إعادة النظر في مسار "مسيرة الأعلام".
وذكر تقرير موقع "واي نت" الإلكتروني، أن المسؤولين في إدارة بايدن "قلقون من تصعيد قد ينتج عن مسيرة الأعلام، وأفاد بأن المسؤولين الأميركيين "توجهوا لمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وطلبوا منهم إعادة النظر في المسار"، وهو ما ترفضه أجهزة الأمن الإسرائيلية.
كما لا تستبعد أوساط إسرائيل أن يعلن بايدن في حال زار إسرائيل ورام الله عن تسهيلات وامتيازات للسلطة الفلسطينية، منها إعادة المساعدات الأميركية للسلطة، وشطب منظمة التحرير عن قائمة الإرهاب وإعادة فتح مكاتبها في واشنطن، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وهو ما يُعد خسائر إستراتيجية لإسرائيل في الصراع مع الفلسطينيين.
/انتهى/
تعليقك